قصة المنعطف
جلس الأستاذ ممدوح أمام مكتبته القديمة وأشعل لفافة تبغ ثم أطفأها ليشعل الثانية فانتابه سعال حاد تصلبت له عروقه لم يكن في الدار أحد أولاده تفرقوا كل إلى عمله وزوجته غائبة ربما خرجت إلى السوق لشراء بعض الحاجات شكر ربه على ذلك وكأنهم أفسحو له هذه الفرصة عن قصد حاول أن يجمع أفكاره فخانته القوة طرح سؤاله في الهواء.
موضوع يهمك : قصة غدر اكثر من رائعة
ماذا جرى كيف استغنوا عني بهذه السهولة وعاد يوقظ ذكرى الحظات الأولى من نهاره أحس في صباح ذلك اليوم نشاطا غريبا يسري مع دماء تجري في عروقه منذ ستين سنة مازال شيخ الشباب يا استاذ عبارة داعبه بها وليدة ,بكرة أولاده وهو يطل من خلف ظهره أمام المرآة ليسوي ربطة العنق وابتسم له شاب بوجودكم يا والدي ألله يحفظكم لنا مقالك أمس كان رائعا إنك تكتب بنفس شاب مديح مردود يا وليد هي الحقيقة ياابي وأنا أول المعجبين بقلمك السيال وأحس بموجة دفء تتمشى في صدره وتذوب حلاوة وحنانا فتصل إلى الخافق تضاعف سرعة دقاته وفي ذلك الصباح بالذات إطال التحديق في وجه زوجته ورآها جميلة وازداد تفاؤله باالحياة حياته قضاها مجاهدا بواسطة القلم جندي مجهول في
عالم تتصارع فيه الآراء والعقائد وبقي محتفظا بمبادئه ورأيه على غير جمود دليله البحث عن الحقيقة والتجرد على هذه المبادئ ربي أولاده وعاش مع زوجته فبقي مخلصا له وهم الاخلص كله قبل خد زوجته بحرارة قبل أن يغادر المنزل وكان يتمنى لو سبقه الأبناء في الخروج ليستمتع بتقبيل ثغرها فمن قال أن الزواج يخفف من الحرارة الحب ولكنه تراجع عن فكرته خوفا من سخرية الأبناء.
مع السلامة ياممدوح وفقت عند الباب تشيعه نظراتها قبل أن تعود لمتابعة أعمالها وظل جرس صوتها يرافق خطواته عبر الشوارع المزدحمة وضجيج المدينة لكم تغير هذا الحي حين انتقال إليه قبل ثلاثين سنة واستأجر هذه الدار كانت المساكن متباعدة تفرق بينها حدائق البرتقال والزيتون وتتسمع أزقتها ملاعب للصغار في هذا الحي نشأ أولاده ولعبوا وجمعوا الصداقات وها كل شيئ يتبادل بسرعة مذهلة ولم يكن له الوقت ليفكر بهاذ التحول المفاجئ وكأنه أفاق فجأة من نوم عميق ليجد ناطحات السحاب تحيط به من كل جهة مكان كل شجرة عمارة جديدة ويبدو منزله قز ما بين جيش من العمالقة.
ولم يشأ أن يبدل المسكن حفاظا على الجوار الذكريات تخصه وحده في كل ذرة من هذه التربة ذكرى غالية من قال إنها تربة لقد تحولت إل
ى أسفلت باهت أصم على الباب المؤسسة التقى الحارس فحياه كعادته ورد الحارس تحيته بفتور أو ارتباك ولم يعر ممدوح الأمر كبير اهتمام استقال المصعد إلى الطابق السادس حيث يقع المكتب ومر بجيش السكريتاريا يوزع نوادره مع التحية المألوفة فقابلتها ابتسامات فاترة انقبضت لها نفسه وشعر أن قوة خفية تمكن في الجو من حوله وتبدل كل شيء ولم يشأ أن يصدق أمام باب المكتب وقف مشدوها الافتة النحاسية ما تزال في مكانها ولكن الاسم أين اسمه كان هناك اسم آخر يخص أحد رفقاء العمل.
محرر صغير شاب تسلق السلم بسرعة فرك عينيه هاذا الحلم بل كابوس ما الذي جرى بين الأمس واليوم وحشي أن يلتفت إلى الوراء شعر أن سياط كشف يائسة دفع الباب من غير استئذان لم يكن ما رآه حلما هو ذا سعيد بعينه يحتل المكان الذي شغله هو طوال ثلاثين سنة نهض الشاب عن الكرسي مرحبا أهلا أستاذ ممدوح رنة صوته تحمل كثيرا من السخرية كلامه رصاص ينطلق من فوهة رشاش ويصطدم بجدار صدره.
مع السلامة ياممدوح وفقت عند الباب تشيعه نظراتها قبل أن تعود لمتابعة أعمالها وظل جرس صوتها يرافق خطواته عبر الشوارع المزدحمة وضجيج المدينة لكم تغير هذا الحي حين انتقال إليه قبل ثلاثين سنة واستأجر هذه الدار كانت المساكن متباعدة تفرق بينها حدائق البرتقال والزيتون وتتسمع أزقتها ملاعب للصغار في هذا الحي نشأ أولاده ولعبوا وجمعوا الصداقات وها كل شيئ يتبادل بسرعة مذهلة ولم يكن له الوقت ليفكر بهاذ التحول المفاجئ وكأنه أفاق فجأة من نوم عميق ليجد ناطحات السحاب تحيط به من كل جهة مكان كل شجرة عمارة جديدة ويبدو منزله قز ما بين جيش من العمالقة.
ولم يشأ أن يبدل المسكن حفاظا على الجوار الذكريات تخصه وحده في كل ذرة من هذه التربة ذكرى غالية من قال إنها تربة لقد تحولت إل
ى أسفلت باهت أصم على الباب المؤسسة التقى الحارس فحياه كعادته ورد الحارس تحيته بفتور أو ارتباك ولم يعر ممدوح الأمر كبير اهتمام استقال المصعد إلى الطابق السادس حيث يقع المكتب ومر بجيش السكريتاريا يوزع نوادره مع التحية المألوفة فقابلتها ابتسامات فاترة انقبضت لها نفسه وشعر أن قوة خفية تمكن في الجو من حوله وتبدل كل شيء ولم يشأ أن يصدق أمام باب المكتب وقف مشدوها الافتة النحاسية ما تزال في مكانها ولكن الاسم أين اسمه كان هناك اسم آخر يخص أحد رفقاء العمل.
محرر صغير شاب تسلق السلم بسرعة فرك عينيه هاذا الحلم بل كابوس ما الذي جرى بين الأمس واليوم وحشي أن يلتفت إلى الوراء شعر أن سياط كشف يائسة دفع الباب من غير استئذان لم يكن ما رآه حلما هو ذا سعيد بعينه يحتل المكان الذي شغله هو طوال ثلاثين سنة نهض الشاب عن الكرسي مرحبا أهلا أستاذ ممدوح رنة صوته تحمل كثيرا من السخرية كلامه رصاص ينطلق من فوهة رشاش ويصطدم بجدار صدره.
موضوع يهمك : قصة غدر اكثر من رائعة
ظل جامدا في مكانه يرفض أن يسأل هاذا الصعلوك عما يجري في المؤسسة ولكن من حقه أن يحصل على الشرح مع الاعتذار وقهقه الأستاذ سعيد وهو يقدم له علبة لفائف سيجارة أستاذ ممدوح لم يرد عليه ولم يتحرك وظل بصره معلقا في مكان ما في الفراغ إنتبه إلى أن جموده اعتراف بالأخلاق فحاول التمثيل مصطنعا المرح هاذا مكتبك أستاذ سعيد نعم يجيب وبكل وقاحة بضربة واحدة هكذا يخترق صدره فيشطره إلى شطرين
ولكن ولكن أستاذ ممدوح رئيس التحرير سيكلمك اليوم في الأمر ترى المؤسسة أجل أعترف المؤسسة بحاجة إلى دم الشباب فقررت الاستغناء عن خدماتي المؤسسة ترى من صالحها فصلي وأن تستبدل بي شابا بمثل اخلاصهك ونشاطك يا استاذ سعيد لم يكن كلاما ذاك الذي خرج من فمه كان اي شيء سوى الكلام حاول سعيد أن يعتذر الأمر خارج عن إرادتي أنا موظف أقوم بما يطلب مني انفذ أوامر رئاسة التحرير والمؤسسة تفضل استراح ريثما اطلب لك كأس باردة يطلب له في غرفته في عرينه هذا المكتب كان ساحتها طوال ثلاثين سنة فيه التقى كبار القوم وعقد الندوات والاجتماعات وبين جدرانه جرى كثير من العتاب والمناقشات والمساومات وكان هو كالطود لا يحيد عن مبدإ سار عليه ولا يتخلى عن تجرده ويعلن الحقيقة بلا خوف ولا مواربة ولم يكن ينتظر وساما يعلق فوق صدره ولا جائزة مالية تزيد دخله وتزيد الضئيل كانت مكافأته وقفة مجد وكرامة ومسرة داخلية لا تعوض عنها كنوز الأرض لا شكرا يا أستاذ لست بحاجة إلى شراب لملم كرامته المهانة ودار على عقبه في اتجاه الباب فلحقه صوت سعيد الأستاذ يصر على رؤيتك ليشرح لك الوضع إتصل بي قبل لحظات وطلب إلي أن استبقيك ريثما يصل قل لأستاذ اني لا أريد رؤية وجهه وبلغه تحياتي تمنى في تلك اللحظات لو ينفتح سقف الغرفة ليخرج منه فلا يعود إلى مقابلة العيون المتسائلة المنتظرة خلف الباب لتسمع صراخه لن يسمح بإشباع فضولهم بقيت له كرامته ونفسه الكبيرة وأوراق وكتب تخصه
0 comments
إرسال تعليق